كنت وحدي

لستَ وحدك في هذا المتاهة... هُنا، تُعانقُ روحُك نيزكًا من نور

"كنت وحدي"... ليست مجرد قصائد، بل هي سيرةُ روحٍ خاضت غمار العتمة لتعثر على وميض الحقيقة الخاص بها. في هذا الديوان، لا يقدم الشاعر منير الدايري الشعر للتسلية، بل يجعله موقفًا إنسانيًا عميقًا ، ورسالةً من الإنسان إلى شَبيهه في الألم والمعاناة. إنها رحلة شعورية متكاملة تبدأ من حيث يشتد التوتر الأبدي بين ثقل الذاكرة وخيانة النسيان، بين بصيص الأمل وجبروت الانكسار الذي يتربص بنا في كل زاوية.

ستجد نفسك في مرآة هذه الكلمات. ستلمس حقيقةً ترتجف ، لا تطلب المواساة، بل تبحث عن رفيقٍ يشاركها صدق الوجع الإنساني. إنها بوح الغريب الذي يتوسل إلى الليل ، متأملاً أن يحمل النيزك وجعه بعيدًا، أو أن تدرك النجمة البعيدة ما عجز البشر عن فهمه. هنا، تتحول الكبد إلى كتلة فحم تحت رماد الأيام ، ويصير الفؤاد عصيرًا مرًا، كعنب سُحق تحت أقدام الوقت. هذا هو الصدق العاري، وهذه هي اللغة التي تتنفس من الداخل ، كأن القلب يخطّ ما يعجز اللسان عن تسميته.

لكن الديوان لا يتركك في العتمة؛ فمن رحم هذا الصدق تولد "أناشيد للصبر، وهمسات للقمر، وسقيا للروح المتعطشة للنور". إنه كائن من وعي ونور يمر من القلب ليتجسّد في الحرف. الكلمات هنا ليست ضجيجًا، بل هي "يقظة الروح، حين تستعيد وعيها بين الحبر والنور". إنه يجمع بين الرؤيا الشعرية الثاقبة والعبارة اليومية البسيطة في مزيج أخاذ.

إذا كنت ممن يتذوقون الشعر الذي يلامس الروح ، فهذا الديوان هو دعوتك الصادقة للغوص في الذات. هو نافذتك لتكتشف أن العزلة ليست كآبة، بل حوار بلا أصوات، وأن الوحدة مع النفس هي مرآة تعكس ظلالاً رقيقة بين أصابع الشمس وخيوط القمر

© 2025 دار أثر للنشر والتوزيع (E-bog): 6610001106287

Udgivelsesdato

E-bog: 19. november 2025