Nyd den ubegrænsede adgang til tusindvis af spændende e- og lydbøger - helt gratis
Noveller
هل نستطيع بما ألقى به إلينا التاريخ من أخبار أبلتها القرون، وطمستها الحوادث أن نصف بغداد في عهد الرشيد العباسي؟ وهل في مُكنة الخيال - وإن أبعد وأغرق - أن يملأ الفراغ، أو يكمِّل صورة العظمة العباسية في هذا العهد، بعد أن عجز المؤرخ والواصف عن إكمالها؟! لا. إن الخليفة الذي كان يتحدى السحب، ويأمرها في اعتزاز وثقة أن تذهب حيث شاءت؛ لأنها لن تمطر إلا بلاده جدير بأن يطرق القلم قليلًا قبل أن يفكر في وصف ضخامة ملكه، وبعد سلطانه، وإن الإمبراطورية التي كانت تبسط حكمها على أطراف الأرض، والتي كانت تُجبى إليها ثمرات الدنيا، لحقيقة بأن يعتصم الكاتب إذا حاول تصويرها بالسكوت، فإن من المعاني ما يعجز عنه الكلام ويكبو دون بلوغه الخيال. ويكفينا أن ننتقل بالقارئ في إيجاز وتواضع إلى بغداد في أحد شهور سنة مائة وواحد وثمانين أيام خلافة الرشيد. كانت الشمس تتهادى للغروب، وكانت أشعة الأصيل تسقط على نهر دجلة فتحيل لجينه ذهبًا نضارًا، وكانت القصور تبدو على الشاطئ الشرقي شامخة البناء، بعيدة الذرا، وكان بينها قصر بُني على الطراز البيزنطي، وامتاز بكثرة نوافذه، واتساع حديقته التي أحاطت به؛ فجعلت منه صورة للفن الهندسي الرفيع في إطار أخضر بديع.
© 2024 وكالة الصحافة العربية (E-bog): 9789779918211
Release date
E-bog: 3. oktober 2024
Dansk
Danmark